معادلة الزواج...

وصلني هذا ( الإيميل ) من صديقي (الفزلوك) أثناء تواجده بالقاهرة، التي طالما عبر بأنها أرض الثقافة و الفن و (توسعة الصدر) ..!! حتى يخيّل إلي ( من كثرة تردده عليها ) أنه لا يعرف من الدين إلا (استوصوا بأهل مصر خيراً)...!!

يبدو أن هناك من ( نفخ ) رأس صديقي على إحدى الطاولات (العتيقة) بقهوة الفيشاوي موحيا له بأنه يجلس في مكان اعتاد عليه ( أباطرة ) الأدب و الفكر ، و بالتالي فإن القدر الذي ساقه إلى هناك لابد أن يوصله يوما ما إلى ما وصلوا .... !!! و كالعادة، صديقي ( ما صدق خبر )..!! ليكتب لي (بخبث كعادته!!) عن بعض أرائه التي تفتقت هناك. خصوصا بعد ذلك الحديث بينه و بين (شابة مصرية) في حفل عشاء سابق، حدثته خلاله عن فترة إقامتها بالسعودية، و كيف أنه قد تم (طردهم) من منزلهم المستأجر نتيجة رفضها لطلب (الستيني) صاحب المنزل حينما تقدم لخطبتها وهي في مقتبل (العشرينات) من العمر، وصَدْمتِهِ من سؤالها (العفوي)... من أين نتفق في أفكارنا وتطلعاتنا و أحلامنا وفارق العمر بيننا يقارب النصف قرن من الزمان؟؟!!
يقول صديقي في رسالته ..
" إن النقص (الفكري) الذي نعانيه في مجتمعنا تجاه مفهوم العلاقة بين الرجل و المرأة جعل منه موضوعا (جنسيا) بشكل خالص .!!! دوما ما ينحصر في( الزواج) أو (العلاقة المحرمة)..!!
دون الأخذ في الاعتبار أي محاولة للفهم من قِبَل الطرفين لبعضهم قبل (الزج) بهم في (قفص) الزوجية !!
فـ(بروتوكولات) الزواج في مجتمعنا هي (في الغالب) منها (أحادية القطب).. فالرجل دوما هو من يقرر، لتبقى الأنثى في معادلة الزواج هي ( معامل الضرب في واحد )...!!!
و بذلك فإننا -تلقائيا- ننقل الزواج من كونه علاقة (سامية) تنتج عن تزاوج الفكر و الروح (قبل) التقاء الجسد، إلى متنفس (جنسي) نضفي عليه الشرعية بتعبئة (قسيمة) الزواج !!
وبطريقة (استفزازية) أكثر ... نظام الزواج في (أي) مجتمع (يهمِّش) التوافق الفكري و الروحي (قبل الزواج)، هو نظام (استعباد) صريح .. ففي ظل (غياب) التوافق... مقابل مال تدفعه، تحصل على خدمة منزلية كاملة و (فراش) ...!!!!
و بالاستناد إلى فهمنا (نحن) لطبيعة العلاقة بين الرجل و المرأة ، فهكذا نتيجة قد لا تكون مستغربة تحت ضغط (الهرمونات) المتزايد في مجتمع (محكم الإغلاق) ..!!
كل ذلك سيجعل من (الرؤية الأفقية) لمشروع (حياة) و(بناء) المجتمع لا تتجاوز في مداها تفاصيل (الجسد) و أدائه ..!! لنجني ثمار ذلك... مجتمع يغتسل كل (إجازة) في (شقق) المنامة..!!
إننا بحاجة إلى خلق مساحة من التقارب ، تخضع لقانون ( عدم التماس)، لتهيئة الطرفين قبل أن يدفعا (أولا) (ثم المجتمع) نتيجة (سوء الحظ !!) في عملية الاختيار ،،،،،

أيمن ... ألا تتفق معي...؟؟"

ولأنني أعرف (مزالق) صديقي جيدا، قمت بتمرير السؤال إلى (نون النسوة) ...
ولأن (صوت المرأة) وفكرها (لدى البعض) عورة ،، لم أحصل على إجابة ..!!
هنا ... اكتفيت برسالة sms إلى صديقي . كلّ ما فيها ...
" أحبك ليه أنا مدري !!"

أيمن عبد الله